في ذِكراها الثانية والستين ما زِلنا بحاجةٍ للوحدة .

في مثلِ هذه الأيام من عامِ 1958 أُعلِنَت الوحدة بين سورية ومصر وقيام الجمهورية العربية المتحدة , ومهما كانت الدوافع الظاهرة والخفية لهذا الاتحاد غير أن أحدَ أهمِ أسبابه كان التهديد المحيط بسورية و القادم من الشركاء في حلف بغداد أي تركيا والعراق .

اليوم ورغمَ اختلاف ظروف السياسية الإقليمية والدولية إلّا أن هذا التهديد حافظَ على وجوده وإن اختلفت خلفياته فالعراق خاصرتنا الشرقية رغم أنه ليس عراق نوري السعيد إلا أن الاحتلال جعل من حدوده وصحرائه الغربية مخفراً أمريكياً متقدماً يعمل على عزل سورية عن محيطها وخنقها اقتصادياً , وتركيا رغم أن مَندَريسْ لم يعد هنا إلا أن أردوغان أسوء بعشرات المرات وخطرهُ أشد أذيةً وأكثر واقعيةً .

وبما أن مصرَ الحالية هي ليست الإقليم الجنوبي ولا مصر عبد الناصر ودورها فيما يحدث في سورية سلبي إن كان تدخلاً وحتى حياداً فإن الوحدة التي نحتاجها هي وحدتُنا نحن السوريون .

لنبقى مختلفين في آرائنا السياسية ,وفي كوننا بعثيين أو قوميين أو شيوعيين أو مستقلين,  وفي تطبيلنا أو نقدنا للحكومة , وفي لعنِ الوحدة العربية أو الدفاع عنها , وفي اعتبار إيران حليفة أو عبء,  ليفرقنا كل هذا ولكن لتجمعنا سوريتنا فهي الوحدة الحقيقية التي يمكننا من خلالها أن نتجاوز ما نمر به وإلا فقدنا وأفقدنا هذه البلاد هويتها .

عبدالله الجدعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *