_كانت حِجتي الوحيدة هي الصمت في وجه من ألقى نُكتة عن جسدي ومظهري، لم أعلم أنهُ مع مرور الزمن سأتمكن من الحديث معهُ عن عيوبي وعيوبه وإظهار القوة عند مواجهتهِ
التنمر على جسدك الضئيل أو التخين،
أو حتى القصير والطويل.

كانت ظاهرةً لا أحسد عليها، كالذئاب إن سمعوا عنك كلمةً صغيرة قاموا وقالوا هكذا قال وهكذا تحدث.
ثقتي بنفسي بدأت تكبر بالعمرِ وتصبح هَرمة حتى أنهُ في يومٍ من الأيام جاء صديق والدي ممازحاً أياي: “مالك لا تأكلين أهناك قفل لباب البراد”
عندها كنت قد صممت وأنا في التاسعةِ من عمري على التهام كل شيء حتى يزيدَ وزني.
وعندها أصبتُ بمرضٍ خفيف كان كذنبٍ لتأثري بكلام الناس.

دائماً ما يكون هناك نكهةٌ لا تحبها أو أكلة لا تريدها، كنت أعرف أناساً لا يأكلون اللحم أو حتى الخبز، ولكن لأنني كنت نحيلةً صاحب اللحم يبعدهُ وينتعني بالغبية وصاحب الخبز يخفيه ويقول لي “كليا غصب عنك ما ضروري تحرمي الكل مشانك”
وعندها أجبرت نفسي على الأكل والإقياء مراراً وتكراراً حتى بدأت الدموعُ تبكي عليَّ من شدة تأثرها بي.

كَبرت واستحضرت قصصي أمامي، ضحكت على نفسٍ آمنت ببشرها وأشخاصها قبل أن تؤمن بنفسها.
أصبحت أهجم ولا أبرر، كشخصٍ ضارٍ تعرض لحوادثَ نفسية.
مع مرور الوقت تدربت دموعي ويداي وحركات وجهي على مقابلة الإساءة بالابتسامة والرد الذكي،
حتى يعلم صاحب النكتة أنهُ مضحكٌ أكثر منها.

تَكّون عقدٌ جديدٌ داخلي، ومرارةٌ فيها حلوٌ مريرٌ يموج في فمي ولكن كنت قد بدأت التمرن لتعليمهم أن الإنسان حرٌ بلهجته وتقلباته وأكله ونحفهِ وطوله.
أنهُ هو لم يختار ولكنهُ أحب ما هو عليه…

دوّنته: نُهى المحمود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *