كيف نصنعُ الفرح؟
الأعياد، صناعة الفرح .. نتساءل إذا كانت الأضواء، الألوان، الألحان بكثافتها الحاضرة كل عامٍ كافيةً لصنع العيد -بإلحاح الفضول – يتضح السؤال أكثر “كيف نفرح بشكل حقيقي؟”
صدى أقوال ينتثر في الأرجاء والأجواء،يطفئ الأضواء، من قبيل:
“أبي منعني من التعليم إذ كان يردد دائماً أنّ الفتاة إذا تعلمت ستحصل على وظيفة وإذا حصلت على وظيفة سيكون معها المال الكافي لتخرج عن مشورة زوجها وهذا لا يجوز، يجب على المرأة ان تطيع زوجها، الآن بعد وفاة زوجي لا يوجد وظيفة دون شهادة، تنهدت وكأن الشوك ملأ حلقومها -الله يسامحه بس، كيف رح طعمي الولاد-.”
أقوال متراصفة أخرى، تتزاحم في الذاكرة وتعبث ليس فقط بألوان العيد لا بل بألوان الحياة كلها، وتجعلها كامدة، متبخرة، إذ تردد بغضب:
“نعم طلّقته، في آخرة مرة ضربَ رأسي في الحائط وفقدت جميع أسناني الأمامية “، تابعت والرعب يتدحرج من عينيها “هربت يومها إلى بيت أهلي حافية القدمين، لا أعرف كيف وصلت”.
أما الألحان فتختفي، تختنق في أبواقها، أمام الصوت الذي يطرب غالبية الأحياء السورية ذات صباح أو ذات مساء:
“أنا الزلمة هون وإلي بقولو رح يمشي فهمتي ولا لأ”.
الآن، نحن نملك إجابة، لا بل في الحقيقة إجابات، لكن علينا أن نجري تعديلاً “بسيطاً” على صيغة السؤال ليمسي “كيف يُصنع البؤس!؟”
إذ أننا في كل عام ، نشعل الأضواء، ننثر الألوان، نترنم بالألحان ، لنضمد بعض البؤس، لنخّفف هولَ الألم، أما الفرح فربما مازلنا لا نجيد صناعته، طالما أنّ ثقافة العنف هي الحاضرة أولاً، هي المتبنّاة دائماً في أغلب المواقف، الصغيرة منها فالكبيرة.
إذن لنفكّر كيف نصنع مساحاتٍ آمنة لنملك خام الفرح، لنكون كلّ عامٍ ونحن إلى السّلام، إلى الخير، إلى الفرح أقرب❤️
Designed by: @mera kredliy 🎄❤️