“بتعرفي أنو أنا قرأت عن النسوية ولقيت أنو هي مو مناسبة للمرأة؟
صفّيتي السيارة غلط، خليني علمك شو تساوي المرّة الجاية
أنا ما بحسّ أنو الدورة الشّهرية مؤلمة لهالدّرجة”
هل شعرتِ أنّك مررت بتجربة مشابهة لما قرأتِ للتوّ؟ يؤسِفُني القول إنّك تعرّضتِ لما يسمّى بالتّنظير الذكوريّ.
يُعّدُّ هذا المفهوم جديداً في اللغة العربية، وهو ما يعرف بـ mansplainig، حيث تُقسَمُ الكلمة إلى man، أي رجل، و splain المُشتقّة من كلمة explain، أي يشرح، وتُعرَّف بأن يشرح رجلٌ شيئاً ما لشخصٍ ما، عادةً امرأةٍ، بطريقة يمكن اعتبارها تحقيريّةً وغيرَ دقيقةٍ ومُبَسَّطةً بشكلٍ مُبالغ فيه، انطلاقاً من نظرة الرّجل الدّونية تجاه المرأة، واعتبارها كائناً لا يفقه ما يفعل. أصبحت الكلمة رسميّة في قاموس أوكسفورد عام 2014 ولا توجد بعدُ ترجمةٌ دقيقةٌ بالعربيّة تَصِفُها، ولكنّ أقرب ما يحويه المعنى هو “التّنظير الذكوريّ”.
يمكن للتنظير الذكوريّ أن يظهر بأوجهٍ عِدَّة، تشتركُ جميعها بأمورٍ مختلفة، منها أن يشرح لك رجلٌ أمراً أنتِ أدرى به، أو أن ينصحكِ بما لم تستشيريه به، أو أن يُعلِّمكِ كيف تتصرفين في أمورٍ تخصّكِ وحدكِ ودون أن تطلبي الشرح أو الاستشارة أو النصيحة. هناك مواقف متعدّدةٌ للتّنظير الذكوريّ، أشهرها أن يُخبركِ أحدهم كيف تتصرّفين كَنسويّة وكيف تُناقشين مواضيعها وكيف تكتبين فيها وكيف تطرحين أفكارَك وتختارين كلماتِك أو أن ينكر رجلٌ ما الأمور الذكوريّة التي تتعرّضين لها كفتاةٍ ويستهجن أفعالك تُجاهها. أمّا عن المواقف الأخرى، فهي تنجلي في العمل والحياة اليوميّين، كأن يخبرك رجل يعمل لديك أو في مجالٍ يختلف عن مجالك بأمورٍ تخصّ مهنتك التي تُعدّين أنتِ خبيرةً بها، أو أن يقوم رجل بإدلاء رأيه فيما يخصّ اختياراتك الشّخصية، أو أن يخبرك بما تفكّرين به، أو يقاطعك، أو يُكرِّر كلامك لأنّه لم يكنْ يستمعُ إليكِ، كما أن التنظير الذكوري يشمل محاولات الرجال إبراز أنفسهم في المحافل العامّة على حساب النساء المستمعات اللواتي يظهرن في نظر الرجال كعارفاتٍ أقلّ منهم.
تستطيعين في حال تعرّضك للتنظير الذكوريّ إخبار الشّخص الذي قام به وتوعيتَه، كما تستطيعين، إن شَعرتِ أنّ في جعبتك الطاقة الكافية لذلك، أن تشرحي الأسباب الكامنةَ وراء كون الموقف تابعاً للتّنظير الذكوريّ. أمَّا أنتَ، عزيزي الشابّ، فأفضل ما يمكنك فعله هو الاطّلاعُ على هذا المصطلح والإلمامُ به، كي تتجنّبَ الوقوع فيه، بالإضافة إلى التأكّد من أنّ المرأة التي تستمعُ إليك تحتاجُ نصيحتك فعلاً قبل تقديمها، وفي حال قيامك بالتّنظير الذكوريّ، قم بالاعتذار لِمَنْ تعرّضت للموقف واسألْها عمّا تستطيع فعله لتصليحِ خطئك، ففي نهاية المطاف، جميعنا معرّض للخطأ، ولكن ردّة فعلنا تجاهه هي ما يهمّ.
شاركينا في التعليقات، هل سبق وتعرّضتِ لتنظيرٍ ذكوريّ؟ ماذا فعلتِ بعدها؟
شاركنا في التعليقات، هل سبق وقمتَ بتنظيرٍ ذكوريّ؟ ماذا فعلتَ بعدها؟
تصميم : Smart Step