التحرّش اللفظي

“شبك عم يتغزّل فيكي…
اي خلص كلها كلمة منيح ما عمل شي أكبر
طب ليش ما عملتي شي إذا جد مزعوجة؟”

يعتقد بعضنا أنّ التحرش يقتصر على اللمس وانتهاك المساحة الجسدية للنساء كي يُدعى تحرّشاً، ولذلك فإنّه من الصعب جدّاً تقبّل فكرة وجود تحرّش لفظي… كيف لا وهو – حسب رأي بعضهم – مجرد كلمات تخرج على سبيل المزاح أو الاستلطاف، يمكن نسيانها في لحظات، حتى أن هناك مَن يُصْدَمُ بسماعه عن مفهوم كهذا، لأنه أمر لا قيمة له في مجتمعاتنا.
ما لا يعلمونه هو أنّ كل هذه التصرفات تصبّ في وعاء واحد، وهو وعاء “التحرش”.

وكتعريف لمصطلح التحرّش اللفظي فإنه يطلق على كل ما يتفوّه به شخص تُجاه شخص آخر دون شعور الأخير بالارتياح أو القدرة على تقبّل ما يسمعه، وقد يتراوح بين تعليقات على مظهر الفتاة الخارجي، أو عبارات تُلقى على كاهلها تتعلق بما تقوم به، لتمتدّ لألفاظ مهينة تخصّها وجسدها.
وبينما يتم الاستهزاء بالنساء لخوضهنّ الحديث عما يعتبره المجتمع شيئاً سخيفاً ليس بذي أهمية، يؤثر التحرش اللفظي على من تتعرض له بالضغط النفسي والشعور بالإحباط والقلق وانعدام الراحة في كل مرة تخرج فيها من بيتها، لتعود إليه مُثقَلَةً بما سمعته وعانت منه.

يرى بعضهم أن ردة فعل الفتيات يختلف باختلاف التعليق أو المُعلِّق، فهن يكرهن التعليقات التي يسمعنها في الشارع إن كانت انتقاداً وينتظرنها إن كانت “غزلاً”، كما أنهن – في نظر بعض الناس – تنظرن لمن يقوم بالتحرش اللفظي نظرة ازدراء سرعان ما تتحول لنظرات “دلع” إن كان المتحرّش “وسيماً”، ولكن الحقيقة هي: في اللحظة التي تتعرض فيها الفتاة لهذا التحرش، فإنها تشعر بالإهانة وانتهاك مساحتها الخاصة في الشارع، حتى وإن كانت التعليقات “إيجابية”، فهي لا تعدّ غزلاً حين تصدر من شخص لا نعرفه ولا نرتاح بسماعه يتشدق بأمور تخصنا وأجسادنا وتصرفاتنا.

لذلك، وبينما تقابَل النساءُ بجملة “اي كلها كلمة”، فإن التحرش اللفظي مرفوض بجميع أشكاله، لأنه وببساطة…
تحرّش.

تصميم: Smart Step

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top